خبر حفل افتتاح العام الدراسي 2012-2013 في مدرسة دير المخلص
نهار الجمعة الواقع فيه 12/10/2012 وعند الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وبرعاية وحضور معالي الدكتور النائب الأستاذ ميشال موسى، أقامت مدرسة دير المخلص الثانوية حفل افتتاح العام الدراسي 2012-2013. حضر إلى جانب راعي الحفل وأسرة المدرسة، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج، الأب المدبر نقولا صغبيني وعدد من الآباء، ممثل فخامة رئيس الجمهورية السابق الشيخ أمين الجميل المحامي جوزيف عيد، ممثل معالي النائبة السيدة بهية الحريري السيد نزار رواس، ممثل معالي النائب الأستاذ مروان حمادة السيد جهاد حمادة، ممثل سعادة أمين عام حزب القوات اللبنانية وسعادة النائب الأستاذ جورج عدوان الأستاذ طوني عيد ممثل قائد الدرك العميد جوزيف الدويهي النقيب ربيع الغصيني، رؤساء بلديات ومدارس ومؤسسات، مخاتير، لجنة الأهل وأهالي الطلاب.
كان الاستقبال في صالون المدرسة ثم توجه الجميع الى المسرح حيث ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم نشيد المدرسة، وكانت كلمة الطلاب لطالبتين، فعرض صور عن نشاطات العام الماضي، ثم كلمة رئيس المدرسة، فكلمة راعي الحفل، فبركة الرئيس العام. ختاما قدم الرئيس العام الإنجيل لفريق عمل المدرسة، وقدم الأب رعد أيقونة سيدة البشارة شفيعة المدرسة عربون شكر وتقدير لراعي الحفل. ختاما ضيافة.
كلمة الأب عبدو رعد في افتتاح العام 2012 - 2013
صاحب الرعاية...
يسعدنا أن نفتتح هذا العام باسم الله، طالبين منه تعالى أن يمن علينا بسنة آمنة ومنتجة، تعود بالخير على الجميع مدارس وأهل ومعلمين وطلاب، مجددين إيماننا بالرب طالبين شفاعة سيدة البشارة، لا سيما وأن هذه السنة قد أعلنها قداسة البابا سنة الإيمان، آخذين من الإرشاد الرسولي ومن الكتب المقدسة كل إيجابية وهداية.
أشكر بداية كل المعلمين لا سيما الذين انهوا خدمتهم العام الماضي وهم: إميل سمعان، فادي عطية، ناهدة قطار، وجرار ديب، وأرحب بالجدد، الأساتذة: ماهر شحادة، ميلي طنوس، ومارون روحانا. كما أرحب بالطلاب الجدد وأهنئ أهلهم على حسن الاختيار.
لقد بدأت المدارس هذا العام على صوت أطفال يحملون موادا للبيع ومعدات لتنظيف السيارات في الشوارع، بدلا من الدفتر والقلم بعد أن نزحوا من العنف في سوريا، ولم يجدوا إلا القليل من الاحتضان والمساعدة.
وبدأت أيضا على هدير الإضرابات، والتهديد بالاعتصامات المفتوحة، وصراخ المتعاقدين مع الدولة في الجامعات والمدارس، وأنين الطلاب تحت وزن الحقيبة المدرسية، ووجع الأهل من ثمن الكتب والأقساط، واستشراء الغلاء، وطرقات محفرة وخطيرة تهدد وسائل النقل ومن فيها، (طريق طلابنا في الإقليم من يتحمل المسؤولية)... كل هذا في ظل خلل رسمي وفساد مزمنين يفاقما الهوة بين المواطنين عمالا وأصحاب عمل ويضع سفينة المدرسة كما الوطن في مهب الريح. فهنا مدارس تغلق أبوابها (مدرسة مطرانية الروم الكاثوليك في صور، مدرسة الراهبات المخلصيات في يارون، مدرسة المحبة في كفرنبرخ وغيرها)... وهناك مدارس تدق ناقوس الخطر، إذ لم يعد باستطاعتها دفع ما يترتب عليها بسبب غلاء المعيشة المتواصل وارتفاع الرواتب والأجور.
ولا نخفي أمرا إن قلنا أن مدرستنا واحدة من هذه المدارس، لأن طلابها وذويهم ينتمون إلى طبقة الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر، وقد فاق عددهم في لبنان المليون. (في لبنان أكثر من مليون يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من 300,000 مواطن يعيشون بمبلغ 2 دولار يوميا)
أمام هذه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وعلى رغم عيش الوطن على حبة البنادول، والمهدئات في ظل حكومات غائبة في سبات عميق، عجزت وما زالت عاجزة عن إيجاد حلول جذرية، نجتمع اليوم لنجدد الهمة، فيحدونا الأمل إلى صنع نجاحات على قدر طموحاتنا بالتعاون مع الجميع.
فالتعاون من قبل الطلاب يعني أن يأخذوا دراستهم على محمل الجد ويمتنعون عن كل لهو وضياع وقت، مقدرين الطاقات البشرية والمادية التي تصرف من أجلهم.
والتعاون من قبل الأهل يعني السهر على أبنائهم في البيت وحثهم على الاجتهاد، والاتصال الدائم بإدارة المدرسة للاطلاع والاستفسار عن سلوك ومستوى الطلاب، ودفع المتوجبات المدرسية في حينه ودون تأخير.
والتعاون من قبل المعلمين يعني أن يعي المعلم أنه حجر الزاوية تريويا ودراسيا فيكون قدوة ومثالا في الالتزام والانتظام، ورسولا غيورا لإيصال رسالة التربية والعلم برحابة صدر وطول أناة، عاملا على تطوير قدراته مراعيا كل الظروف المحيطة بالمسألة التربوية الشاملة.
ولأننا نؤمن بهذا التعاون في مدرسة دير المخلص، وندعو إليه دوما فإننا نعلن استعدادنا كما في بداية كل عام عن وقوفنا إلى جانب الطلاب لا سيما أولئك الذين يعانون مشاكل دراسية، وإلى جانب الأهل من حيث الوضع المادي خاصة، وإلى جانب المعلم من حيث حقوقه المشروعة. كما نعلن استعدادنا لاستقبال أي طالب، لبنانيا كان أم غير لبناني ضمن إمكانياتنا المتواضعة، مجددين العهد على الإخلاص لله وللإنسان في عمل من أعظم الأعمال ألا وهو التربية وطلب المعرفة.
من هنا عملنا على رؤية تعليمية لا تختصر الطالب بالعلامة بل تقدر ميوله وإمكاناته وتضع شخصه ونجاحه المجتمعي في المرتبة الأولى. (فلا نكنن كذاك الذي جمع الحيوانات كلها وطلب إليها أن تعربش على الشجرة ليعطيها علامات، فما كان أمام السمكة إلا الانتحار...)
ونعمل أيضا على مشاركة الطلاب من خلال النشاطات المتعددة الفكرية والبيئية والروحية والاجتماعية، وجائزة أفضل تواصل أخوي، واستنهاض الإبداعات التي في داخلهم وحث الوعي الفكري والإنساني لديهم، ومن خلال لجنة الطلاب التي ينتخبونها بأنفسهم أملين أن يقوموا هم هذه السنة بكتابة نظام داخلي لمدرسة يرغبون فيها.
من هنا أيضا عملنا على تفعيل دور لجنة الأهل (انتخاب اللجنة الجديدة في 2 تشرين 2 – 2012 نرجو من الأهل الحضور)
وندعو فريق العمل، موظفين ومعلمين، إلى الاستفادة من كل ما من شأنه تنمية المهارات والقدرات التربوية والتعليمية والمشاركة في كافة النشاطات المؤدية إلى ذلك.
أما عن الإضرابات والرواتب والأجور. فإننا نؤكد أنه إن لم تعمد الدولة إلى دعم الطلاب في المدرستين الرسمية والخاصة لاسيما الفقيرة والنائية، من خلال رؤية تربوية واجتماعية تطال كل طلاب لبنان وكل مدارسه، فستبقى المدارس مهددة بتشريد طلابها ومعلميها وإحالتهم إلى الشارع والبطالة.
كما نؤكد رفضنا لكل إضراب يفرق بين العامل وصاحب العمل، ولكل إضراب ينام فيه المعلم ويترك طلابه فريسة لضياع الوقت. ونساند كل ما من شأنه أن يفيد ويوحد بين العمال والمعلمين وأصحاب العمل، ومطالبة الدولة معا بما يؤدي إلى إنقاذ الطرفين. ألم يحن للناس أن يعوا أن الحكومة الراعية هي التي تأخذ على عاتقها مصلحة كل المواطنين فلا ترمي كرة النار عليهم فتقنص من هذا وتسرق من ذاك؟ ألم يحن للمواطنين أن يطالبوا معا عمالا وأرباب عمل بأسعار متدنية للمحروقات وباقي السلع الأساسية، تسهر الدولة على تأمينها للجميع؟ ألم يحن زمن الوعي أن الرواتب والأجور وإن ارتفعت ستتبخر أمام الغلاء المتصاعد؟
أما عن النجاح فماذا عسانا نقول؟ نعلمكم بكل اعتزاز أن الطالب الذي كان معدله 4 من عشرة في مدرستنا قد نجح في الامتحانات الرسمية. فتصوروا كم هو عظيم مستوى المدرسة! ولن نخفي أسفنا أن طالبا آخر كان معدله جيدا ولم ينجح في الامتحانات الرسمية... وأترك المجال هنا ليذهب تفكيركم حيث يشاء.
أما الأهم فهو أننا نعود ونؤكد على واجبنا الإنساني والتربوي في عدم ترك أي تلميذ خارج المدرسة بسبب تأخره المدرسي أو رغبة في نسبة نجاح. فالطالب بنظرنا ليس رقما أو علامة على دفتر العلامات، بل هو إنسان قبل كل شيء، نسعى لإحقاق حقوقه كلها لا سيما في المعرفة والثقافة والفرص المناسبة.
أخيرا أجدد شكري للرهبانية المخلصية ممثلة برئيسنا العام الأرشمندريت جان فرج، للفريق الإداري: أبونا جيلبار، مدام ريتا، أستاذ جورج، ولكل النظار والمعلمين والموظفين.
الشكر لحضوركم أيها الأهل الكرام والضيوف الأحباء، والإعلاميون، والقوى الأمنية، والشكر لصاحب الرعاية معالي د. ميشال موسى المدافع عن مصلحة الإنسان وقد كان وزير الشؤون الاجتماعية، والحامل دوما لواء التوافق، وشعلة الحوار البناء، وسيف الاستنكار لكل خلل أمني، ومعول التشبث بالأرض والوطن....