Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
29 mai 2009 5 29 /05 /mai /2009 22:49

حفل تخرج طلاب صفي التاسع والثالث ثانوي في مدرسة دير المخلص

 

شهد التاسع والعشرين من أيار 2009 حفل تخرج طلاب مدرسة دير المخلص لشهادتي الثالث ثانوي والتاسع أساسي. كان الاحتفال برعاية وحضور الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية، الأرشمندريت جان فرج. حضره إلى جانب أهالي الطلاب وأسرة المدرسة، والأصدقاء، الوزير ماريو عون ممثلا أيضاً دولة الرئيس الجنرال ميشال عون، السيد نزار الرواس ممثلاً معالي وزيرة التربية بهية الحريري، السيد طوني أنطونيوس ممثلاً معالي الوزير نعمة طعمة، السفير نقولا خواجا، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة، ممثلو الأحزاب، ممثلون عن قوى الأمنية، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، ممثلو رابطة قدامى المدرسة، مديرو مدارس ومؤسسات...

بعد دخول المتخرجين وإنشاد نشيد الوطن ونشيد المدرسة، كانت كلمة ترحيبية لأسرة المدرسة تلاها الأستاذ سليمان رزق. بعد عدة مقاطع فنية للطلاب كانت كلمة رئيس المدرسة التي ختمها بتقديم درع تكريمي للرئيس العام الذي ارتجل خطاباً للمناسبة شدد فيه على أهمية الجد والعمل متمنياً للطلاب النجاح.

تلا الحفل عشاء عائلي للطلاب وذويهم ولأسرة المدرسة.  

كلمة الأب عبدو رعد رئيس مدرسة دير المخلص في حفل التخرج، 29 – 5 – 2009

حضرة المتخرجين والمتخرجات، الحضور الكريم، أهالي الطلاب، أسرة المدرسة، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، ممثلي رابطة قدامى المدرسة، الأصدقاء، الإعلاميون والمصورون، القوى الأمنية، ممثلي الأحزاب، مديري المدارس والمؤسسات، المخاتير، رؤساء البلديات، الراهبات، الآباء، سعادة السفير نقولا خواجا، معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماريو عون، معالي وزيرة
التربية بهية الحريري ممثلة بالسيد نزار الرواس، دولة الرئيس الجنرال ميشال عون ممثلا بمعالي الدكتور ماريو عون، صاحب الرعاية رئيسنا العام الأرشمندريت جان فرج.

لاحظتم أننا أمام إنقلاب في البروتوكول. وما هذا إلا لنؤكد أن الشعب أولاً، والكبير هو خادم الجميع على حد قول السيد المسيح، ونحن هنا لخدمتكم.

منذ سنة وقفنا وإياكم لنخرج تسعة طلاب في صف التاسع. ولم يكن لدينا متخرجون ثانويون. أما اليوم فنقف لنخرج 23 في صف التاسع و10 في الصف الثانوي الثالث.

ولست هنا لأسرد عليكم ماذا تحقق من إنجازات في المدرسة، تعليماً وتربية، وترميماً وتجهيزاً، إنما باسمكم وباسم كل المستفيدين أريد أن أعبر عن شكري للسيد جورف مكتف وأخوته وعائلته لدعمهم الكبير في هذه المشاريع. وسيكون لنا معكم يا سيدي لقاء تدشين قريب إن شاء الله.

أما بعد...

بعد مغامرة الخروج من جوف أمه ليطل على الحياة، لعل المغامرة الأكبر التي يقوم بها الطفل في بدء حياته هي دخول المدرسة، حيث يبدأ بتلمس العلم والقراءة والكتابة. لا بل أكثر من ذلك حيث يبدأ اختبار المشاركة والعيش مع الآخرين خارج إطاره المنزلي.

فالمدرسة إذن، ليست لمجرد الدرس، بل هي مؤسسة متكاملة تعلم وتربي، هدفها صنع جيل راسخ في القيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، وتنميه كيان الطالب جسماً ونفساً وعاطفة وعقلاً، وتحريره من الظلمات والنواقص والمشكلات التي تعترضه.

من هذه المشاكل الأساسية التأخر المدرسي الذي يعود سببه لبعض العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الصحية الخارجة عن إرادة الطالب، والتي مع الأسف تتكاثر في زمننا.

أمام التأخر المدرسي يقوم عدد من المدارس بصرف الطالب المتأخر، بنجاح أو رسوب، لا يهم، إنما المهم صرفه كي لا يصل إلى الشهادات ويسجل نسبة مئوية مرتفعة في الرسوب.

أمام هذا الصرف تبدأ معاناة الأهل والطالب معاً. فهؤلاء يتكبدون التنقل من مدرسة إلى أخرى والتعب النفسي، وذاك يبدأ بالانطواء والعدوانية، ورفض العلم، والهروب من المدرسة والمجتمع... ثم نتساءل لماذا تكبر آفة المخدرات والسرقات وغيرها.

لذا آلينا على أنفسنا أن نعمل على خطين. فبقدر ما يهمنا النجاح، يهمنا أيضاً أن نحمل قضية الطالب الضعيف أو المتأخر ونفتح أمامه الفرص ونرفعه إلى قمة الفوز. أما نسبة النجاح فيبقى مقياسها على الطلاب العاديين. أما النجاح الأكبر فهو عندما ينجح أحد المتأخرين مدرسياً ويتغلب على صعوباته. وأي فضل لمدرسة يأتيها الطالب متفوقاً بارعاً؟ الحق يقال، الشرف والعزة والكرامة والفخر لمدرسة تقبل الضعيف وتنتشله وتنهض به إلى حيث يجب أن يكون.

بهذا نحن نفخر. ونفخر أيضاً بأن المعلم في مدرستنا، قوي الشخصية، حنون، متفهم، دخل بسرعة في عمق السياسة التي رسمناها، فكسب تلاميذه وحببهم بالعلم وأنماهم بالأخلاق.

فالتحية لكل معلمينا وموظفينا ولفريق العمل: أبونا شارل، أخ سهيل، مدام ريتا، أستاذ جورج، ولكل المتعاونين والداعمين.

وللأهل الدور الأساس. نتمنى أن يزداد التعاون يوماً بعد يوم، وأن يتيقن الأهل أن نجاح الطالب في المدرسة، كما في الحياة، وسعادته وتحقيق ذاته يعتمد على ما يبذلونه من محبة وتشجيع، وعلى ما يقدمونه من مثال في تقدير العمل والجهد الإنساني.

وإن كنا ننتظر أن تجد الحكومة المقبلة حلولاً للمشاكل التربوية والمدرسية المتراكمة، وأن تجد آلية تعاون بين المدرسة الخاصة والقطاع الأهلي والمدرسة الرسمية، فإننا لا ننتظر مكتوفي الأيدي، بل نعلن للعام المقبل التعليم المجاني للمتفوقين ونعلن عزمنا على مساعدة المتأخرين وفتح الفرص أمامهم.

أما أنتم أيها المتخرجون، اليوم نخرجكم على أمل أن نكرمكم بعد الامتحانات. لا تضيعوا الوقت بل انكبوا على الدرس وستنجحون.

ونرفع الصوت اليوم من أجل احترام حقوق الطلاب في الامتحانات الرسمية وعدم التأثير عليهم سلباً وعدم تشليحهم المسابقة قبل الوقت لينقل غيرهم منها، وعدم السماح للبائعين والمتجولين بالدخول إلى قاعات الامتحانات... وندعو إلى تشجيعهم وتأمين الجو النفسي السليم لهم.

هذا على المستوى التربوي، أما على المستوى الاجتماعي ونحن مؤسسة رعاية اجتماعية، فيسعدنا أن نخبركم أننا بدأنا بتنفيذ مشروع "من المزرعة إلى المدرسة" مع المؤسسة الإنسانية العالمية. وهو مشروع يعود بالخير على المزارع الصغير، إذ منه مباشرة سنشتري، وبالخير على مؤسسات اجتماعية إذ إن ما نشتريه سوف يطبخ ويوزع عليها.

كما يسعدنا أن نؤكد لكم أن التهاتف في المنطقة ومعكم سيتحسن بفضل تركيبنا أنتان لشركة م ت س، فإن شاء الله ستجدون خطوطنا دائمة الجهوزية ومتوفرة. وبانتظار شركة ألفا.

كما نطلب صلاتكم لتحقيق حلم ألا وهو ترميم قصر الليدي استنهوب القريب من المدرسة وجعله مركزاً ثقافياً دولياً للطلاب ولكل طالب معرفة وتواصل وثقافة.

ونأمل أن توافق وزارة الشؤون الاجتماعية قريباً على مشروع تنموي لترتيب حديقة لصفوف الروضات.

أما دعوتنا القريبة لكم فهي إلى 20 حزيران للعشاء القروي. فلا تحرموننا حضوركم ومساهمتكم (تومبولا على الباب).

أخيراً، قد تتعجبون أنني لم أتكلم عن الانتخابات وهي تطن في كل مكان. أقول إنها مكانك راوح، ولن تغير الكثير. المهم أن نزداد وعياً أن لبنان هو وطن الوفاق والاتفاق. فليكن زمن الانتخابات زمناً حضارياً. ابتسموا فيه بعضكم لبعض، تعانقوا وتسالموا، وليحترم كل واحد حرية أخيه في الاختيار. ونحن المؤمنين بإرادة الشعب سنكرم كل من توصله هذه الإرادة إلى الحكم طالبين منه أن يعمل لمصلحة الشعب والوطن بكل تجرد.

بارك المخلص بكم، عشتم وعاش لبنان

 

 

 




 

Partager cet article
Repost0
20 mai 2009 3 20 /05 /mai /2009 20:36

برعاية وحضور الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية

الأرشمندريت جان فرج

يسر مدرسة دير المخلص الثانوية أن تدعوكم إلى

حفل تخرج طلاب صفي التاسع والثالث ثانوي

في باحة الملعب التاريخي

الجمعة 29 أيار الساعة 5,30 بعد الظهر.

أهلا وسهلا بالجميع ومبروك للمتخرجين

 

(يلي الحفل عشاء عائلي للطلاب وذويهم ولمن يرغب على مائدة المدرسة . المشاركة لبطاقة الدخول 15,000 ل.ل.، تطلب من المدرسة قبل 26 أيار. الأمكنة محدودة)

 

 

 

Sous le haut patronage du supérieur général de l’Ordre Basilien Salvatorien

L'archimandrite Jean Faraj

Le Collège Saint sauveur a l’honneur de vous inviter

A la promotion des élèves des classes de EB9 et SV

Dans la cour historique

Vendredi le 29 Mai à 5 : 30pm

Soyez les bienvenus et félicitations aux promoteurs!

 

La cérémonie est suivie d’un dîner d’amitié pour les élèves et leurs parents, celui qui désire y participer, le billet est à 15000 L.L et sera demandé de l’école avant le 26 Mai . Les places sont limitées. Tel :07/975049-03/665012

-------------------------------------------

 

 

 

لمساهمتكم في أعمالنا الاجتماعية والتربوية. على حساب مدرسة دير المخلص رقم: 73940046100105502. بنك عودة - فرع عبرا. شكراً

 

Pour votre contribution dans notre travail social et educationel: Ecole Saint Sauveur, C/O  739400-4610010- 5502

Partager cet article
Repost0
5 avril 2009 7 05 /04 /avril /2009 08:24

بمناسبة عيد بشارة السيدة العذراء، شفيعة مدرسة دير المخلص الثانوية، احتفالاً دعت أليه عدداً من الرسميين و الأصدقاء وذلك  بتاريخ 25-3- 2009 كان الاحتفال برعاية سيادة المطران ايلي بشارة حداد، حضره رئيس عام الرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج والرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تريز روكز. حضر أيضا بعض


 الرسميين: ممثل دولة الرئيس فؤاد السنيورة محافظ الجنوب العميد الركن مالك عبد الخالق، ممثل دولة الرئيس الجنرال ميشال عون السيد جورج بستاني، معالي الوزير ميشال موسى، ممثل الوزير نعمه طعمه السيد أنطوان انطونيوس، ممثل النائب علاء ترو السيد محمد معطي، وعدد من رؤساء البلديات و مخاتير المنطقة ومدراء المدارس، أمين سر عام محافظة الجنوب السيد نقولا ضاهر، رئيس رابطة قدامى المدرسة، وحشد من أصحاب السماحة والآباء والراهبات وممثلي الأحزاب والجمعيات، وإعلاميون وناشطون في الشأن العام ومسؤولون أمنيون وعدد من المرشحين... والأصدقاء وأهالي الطلاب والمعلمون...

بداية كان استقبال المطران أمام المدخل على أنغام الترانيم بإدارة الأب مكاريوس هيدموس، وتقديم باقات من الزهور. ثم دخل الجميع إلى الكنيسة حيث ألقى رئيس المدرسة الأب عبدو رعد خطاباً تناول فيه معنى عيد البشارة معبراً عن أهمية هذه المناسبة التي أصبحت عيداً وطنياً موحداً للإسلام والمسيحيين. وشكر صاحب السيادة والرئيس العام والرسميين... والأب شارل ديب، والأخ سهيل ومديرة المدرسة والمناظرين والمعلمين والعمال ولجنة الأهل وأولياء الطلاب والطلاب، وباسمهم شكر الحضور وعيدهم جميعاً. (راجع الكلمة في الصفحة الالكترونية ذاتها). ثم ألقى المطران أيلي حداد كلمة شكر فيها الرهبانية المخلصية بشخص الرئيس العام الأرشمندريت جان فرج ومدير المدرسة الأب عبدو رعد لدعوته مع فريق الإدارة إلى هذه الأمسية الروحية. وتكلم عن إدراكه لعيد البشارة وأنه هدية لقلبه ونهج لحياته علاوة على مساعي السير بنهج الأب بشارة أبو مراد. وشكر ألله ومريم مذكراً بانطلاقته الأولى من هذه المدرسة ومعبراً عن فرحه الكبير في هذا اللقاء. أولاً لأنه عيد بشارة العذراء مريم وثانياً لأنه ملتقى الديانتين المسيحية والإسلام. وشجع على إتباع خطى أمنا العذراء عندما قالت نعم للرب. فعلينا نحن المكرسين الرهبان، الكهنة، المتزوجين... أن نلبي دعوة الله في الحياة لأن الذين قالوا نعم قبلوا الدعوة وتقدسوا، في الإسلام كما في المسيحية. أنهى خطابه قائلاً: الدين موحد. فلنحارب الطائفية وننسى الخلافات. فأمنا مريم تجمعنا اليوم فهي جسر الديانات الذي لا يتصدع، لأن الدين في واد والطائفية في واد آخر. فلنهلل لمريم ولنهتف يا أم عيسى يا أم المسيح أنيري عقولنا وبصائرنا لنفهم أن الدين دعوة سامية ونبتعد عن الحرب والتقاتل والأنانيات والخوف.صبحت مريمو فنحن نسلمك وطننا لبنان يا سيدة لبنان.

تبعت الكلمات ترانيم ومدائح لسيدتنا العذراء. تخلل الحفل ترنيمة موسيقية للطلاب مع عزف لأستاذ الموسيقى أسعد سرور، دعاء تلته المعلمة ليليان غريب، قراءة نص إنجيلي تلاه الرئيس العام، إنشاد مدائح العذراء للأب فايز فريجات...

ختاماً وزعت الشموع التذكارية، وانتقل الجميع إلى تناول لقمة المحبة على مائدة المدرسة، وهي من تحضير عشينا بطرس مزهر.

 

 

 

Partager cet article
Repost0
31 mars 2009 2 31 /03 /mars /2009 16:22

كلمة المطران إيلي بشارة الحداد في عيد البشارة

المدرسة المخلصية 25/ 3/ 2009

بروتوكول 63/2009

أودّ أول الأمر أن أشكر الرهبانية المخلصية بشخص الرئيس العام الأرشمندريت جان فرج ومدير المدرسة الأب عبدو رعد لدعوتنا مع فريق الإدارة إلى هذه الأمسية الروحية. أتذكّر يوم كنت طالباً على مقاعد هذه المدرسة. هنا اكتشفت للمرة الأولى طعم العذراء مريم وفهمت البشارة وكان إدراكي لهذا العيد يزداد يوماً بعد يوم حتى بلغ بي الأمر إلى أن ألصقت العيد بإسمي لأني أعتبر البشارة هدية قلبي ونهج حياتي علاوة على مساعي السير بنهج الأب بشارة أبو مراد المخلصي. فمن منا يستطيع أن يحقق دعوته في هذه الحياة إن لم ينل الدعوة من فوق على شكل دعوة مريم وضمن قالب البشارة المفرحة. فشكرا لله، والشكر لمريم والشكر أيضاً لكم يا آبائي في مدرسة العامر لدعوتكم لنا ليتذكر كل منا إنطلاقته الأولى.

لكن وفي إطار أوسع يأخذ العيد هذه السنة طابعاً أشمل بعد المبادرة التي دعت اللبنانيين إلى تكريم بشارة العذراء معا جامعة العائلة المريمية كلها مسلمين ومسيحيين لنقر بواحدة لا خلاف حولها : مريم المصطفاة من الله هي أم وبتول ومؤمنة بكليتها بالله.

ودعوني لذلك أعبر عن فرح كبير في هذا اللقاء. أولا لأنه عيد بشارة العذراء مريم وثانيا لأنه ملتقى الديانتين المسيحية والإسلام.

في الإنجيل قالت مريم نعم لملاك الرب وغيرت وجه العالم. "فليكن لي بحسب قولك" قالتها للملاك وأصبحت مثلا يحتذى في كل مرة يطلب الله منا دعوة وخدمة لشعبه. فنرى المكرسين الرهبان ونرى الكهنة والمتزوجين كلهم يلبون دعوة الله إليهم في هذه الحياة. كلهم قالوا نعم التي قالتها مريم قبلهم وتقدسوا.

وفي الإسلام كما في المسيحية خاطب روح الله مريم كما ورد في القرآن الكريم: "وأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا. قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكن بغية. قال كذلك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا". وأصبحت مريم للمسلمين مثالا بالإيمان.

إن قبول مريم مخطط الله لها جعل من البشرية محطة جديدة في العلاقة بين الله والناس. وإن اجتماعنا اليوم هو من أرقى مظاهر المجتمعات المتدينة التي تبحث عن نقاط مشتركة لتعبد الله فيها. مريم التي جمعتنا اليوم قادرة بواسطة الذي خلقها ووضع فيها روحه أن تبني جسرا بين الديانتين لا ينصدع.

كم نحن بأمس الحاجة إلى الذي يقربنا. كل العالم تحدى اللبنانيين حتى هذه اللحظة. كلهم يريدون تفكيك مجتمعنا الديني الطالع ويراهنون أن لا تعايش بين الأديان. ونحن أحيانا نبرهن عكس ادعاءاتهم ولكن ومع الأسف أحيانا كثيرة نبرهن على أن الطائفية هي مصيرنا متناسين أن الدين في واد والطائفية في واد آخر.

واسمحوا لي أن أنقل خبرتي الشخصية من خلال مهمة التدريس في معهد الدراسات الإسلامية المسيحية ومن ثم بتأسيس فرع لهذا المعهد في صيدا بالتعاون مع الجامعة اليسوعية. فقد تعرفت على الإسلام من فم المسلمين مسقطا كل الأفكار المسبقة التي تلقيتها في أجواء الحرب المشحونة. وعليه ندعو إلى تبديل عميق في المناهج التربوية لتظهر لنا الآخر بحلة موضوعية صحيحة. وإذا ما كانت هناك من تباينات واختلافات هذا لا يعني أنها محاور تشنج ورفض الآخر واحتقاره.

إن لبنان اليوم بكل أجنحته يهتف لمريم: يا أم عيسى يا أم المسيح أنيري عقولنا وبصائرنا بمثلك المحتذى لنفهم أن الدين هو دعوة سامية ونبتعد عن التقاتل والحرب والأنانيات والخوف غير المبرر. ولنسلم وطننا لبنان لأم لبنان وسيدة لبنان مريم العذراء فهي قادرة أن تنهج لنا خطا واحدا يرضي الجميع في كنف أمومتها لنا.

 

 

Partager cet article
Repost0
15 février 2009 7 15 /02 /février /2009 22:15

خبر تكريم أعضاء لجان الأهل في مدرسة دير المخلص 15-2-2009

 

الأحد 15 شباط 2009، وفي قاعة مسرحها، أقامت مدرسة دير المخلص، جون، الشوف، احتفالا تكريمياً لأعضاء لجان الأهل الذين تعاقبوا على العمل منذ عام 1995 أي منذ إعادة افتتاح المدرسة بعد التهجير. 

حضر الاحتفال رئيس عام الرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج، وعدد من الكهنة، وممثل دولة الرئيس العماد ميشال عون الدكتور ناصيف قزي، وممثل وزير الشؤون الاجتماعية السيد رامي الهاشم، وممثل الوزير السابق النائب نعمة طعمة، وعدد من ممثلي الهيئات الاجتماعية والمدارس والأحزاب ومن الكهنة والرسميين وأهل المكرمين والأصدقاء. كما حضر عدد من المكرمين: الأمير عبد العزيز شهاب، أحمد العبد، أسعد عباس، جان خرياطي، جورج ابو شروش، جورجيت خرياطي، جوزاف السويدي، حسن موسى، حسيب خوري، خير الدين يونس، دوري عيد، رباب غصن، رياض عبدو، سامي أبو حرفوش، سميرة علاء الدين، سوسان خرياطي، شكيب شحادة، عفت طعمة، علي حمادة، علي علاء الدين، فؤاد حيدر، فاتن السيد، فريال توفيق نقولا، مزيد الغور، كلود الناشف، كليمانس بطرس، كوثر صالح، لودي سيقلي، لودي فخر الدين عاكوم، ماري الناشف، ماهر جابر، محمد عبد الله، محمد عويدات، محمد قاسم، مصطفى عيسى، مي زيادة، نجوى حجازي، نزيهة الزين، هيبات حيدر، يوسف يونس، روزيت ضومط، شفيقة نخلة.

بداية كانت كلمة تقديم الحفل للآنسة رائدة فارس، ثم كلمة الطلاب ألقتها الطالبة ستفاني زيادة فكلمة المعلمين ألقتها السيدة سمر عيد. ثم كانت وقفة فنية أنشدت فيها الطالبة عسيران أناشيد وطنية رافقها على الأورغ الطالب طارق القاضي.

ثم كانت كلمة لجان الأهل ألقاها السيد حسيب خوري ثم وقفة شعرية مع السيد أسعد حسن، وبعدها كلمة رئيس المدرسة الأب عبدو رعد وهذا نصها:

في العالم اليوم، ونحن نجتمع لنكرم، كثيرون من الناس مزقت كراماتهم وهدرت حقوقهم ويتعرضون للظلم والحرب والخطف... تضامناً مع هؤلاء في غزة والعراق ومغدوشة وكل أرجاء العالم، أرجو منكم أن نقف جميعاً دقيقة صمت وصلاة وتضامن.

 

أما بعد فيا أيها المكرمون أعضاء لجان الأهل الذين مروا في مدرسة دير المخلص، يسعدني بداية أن أرحب بكم ومعكم ومع الجمهور الحاضر ب................

كما يسعدني أن أنقل إليكم تحيات الذين اعتذروا... ونحن معهم نتمنى العودة بصحة وسلامة لأخينا جوزف صادر إلى بيته وذويه.

الأيام مليئة بالمناسبات لا بل إن المناسبات والأحداث هي التي تصنع الأيام، ولولاها لبقيت الأزمنة والتواريخ منسية عابرة. ورغم أن ذكرى الاستشهادات تطغى على هذه الأيام فإن لون الحب وجماله يكللانها بالفرح.

وكم نتمنى أن ينتشر الحب في وطننا بين كل أبناء الوطن فلا يكونن من بعد، لا في الأذهان ولا في الكلام، شهداؤنا وشهداؤهم، لبناننا ولبنانهم،

وكم نتمنى أن يجتمع الكل في احتفال تكريمي واحد يتذكرون فيه بالصلاة والكلمة كل الشهداء ويعتذرون منهم ويعتذرون من بعضهم البعض وينهضون لبناء الوطن الواحد. فيعود الاحتفال بيوم واحد للشهداء، وتعود القلوب لتجتمع تحت راية الحب في الوطن الحبيب، ويكرم الحكام والمواطنون بعضهم بعضاً ويتبادلون القبلات بدلا من تبادل التهم والشتائم.

فالتكريم أيها السادة عمل مقدس فيه كرامة وعزة للمكرم والمكرم. وهذا اللقاء التكريمي اليوم، يهدف إلى رفع شأن لجان الأهل وإلى لفت نظر المؤسسات التربوية والاجتماعية، الرسمية والخاصة، إلى أهمية دور هذه اللجان وإلى ضرورة إعطائها ما تستحق من دعم وانتباه. كما يهدف إلى تقدير الجهود المبذولة من قبل أعضاء لجان الأهل السابقين والحاليين، وإلى تشجيع الأهالي على العمل والتعاون مع إدارات المدارس والهيئات التعليمية وروابط الطلاب... لما فيه المصلحة العامة وبناء مجتمع أفضل.

في الواقع إن دور هذه اللجان يبدو أحيانا غير مفعل وغير منظم. يكفي القول أنه عندما اتصلنا ببعض الأعضاء حسب الملفات تبين أن هناك عدداً من الأعضاء غير عالمين بعضويتهم، كما أننا لم نستطع العثور على جميعهم مما يعني انقطاع التواصل.

لذا يهمنا أن نذكّر بأهمية لجان الأهل، حتى ولو كانت استشارية، فهي هيئة لها تمثيلها لدى الإدارة وأولياء الطلاب والوزارة، ومن دورها مساعدة الإدارة في المدرسة وخارج المدرسة من أجل السهر على مصلحة الطلاب والمدرسة معاً.

وندعو الأهل إلى المشاركة الواسعة في عملية الترشح والاختيار وأخذ الموضوع على محمل الجد، إذ يحمل في طياته معان ورموزاً مهمة من معاني المواطنة الصالحة والديموقراطية الحقة.

كما ندعو إدارات المدارس ولجان الأهل إلى تعاون أوسع وأوثق.

أما لجان الأهل الحالية فندعوها إلى تجريد عملها عن السياسة لا سيما ونحن على أبواب انتخابات. فعلى هذه اللجان، ورغم انتماءات أعضائها المتنوعة سياسياً وطائفيا،  أن تكون مثالا في المجتمع من حيث الاتفاق والتعاون بعيداً عن كل شائبة تهدد تضامنها وعملها الاجتماعي والتربوي.

أخيراً الشكر مجدداً لكل الذين لبوا دعوتنا إلى التكريم، ففي حضورهم دفعة إيجابية من المعنويات والتشجيع

و آيات الاحترام والتقدير لكل لجان الأهل الذين تعاقبوا في العمل مع مدرسة دير المخلص. بارككم الله وأدامكم بألف خير وعافية

وأخيرا كانت كلمة رئيس عام الرهبنة المخلصية الذي ركز علة أهمية المدرسة ودورها في المنطقة وعلى أهمية تربية الطلاب وإبعادهم عن التجاذبات السياسية والمشاحنات التي لا طائل منها وتعليمهم الأخلاق الصالحة ومحبة الآخر والمواطنة الحقة.

ختم الاحتفال يقطع قالب الحلوى وكوكتيل عائلي في ملعب المدرسة.

 

 

Partager cet article
Repost0
12 février 2009 4 12 /02 /février /2009 16:54

مدرسة دير المخلص، الإكليريكية الصغرى، الرعاية الاجتماعية، جون، الشوف، ص.ب.: 305 صيدا، لبنان

 تلفون وفاكس: 975049/07، 975071/07، 665012/abdoraad@yahoo.com  03 

 

يسر رئيس مدرسة دير المخلص

وإدارة المدرسة وأسرتها ومختلف برامجها، دعوتكم إلى

 

حفل تكريمي على شرف أعضاء لجان الأهل في مدرسة دير المخلص.

 

الزمان: الساعة 4,00 من بعد ظهر الأحد 15 شباط 2009،

المكان: مدرسة دير المخلص، جون، الشوف.

يتخلل الحفل كلمات تكريمية، وتقديم دروع للمكرمين، وكوكتيل.

يهدف هذا التكريم إلى رفع شأن لجان الأهل وإلى لفت نظر المؤسسات التربوية والاجتماعية، الرسمية والخاصة، إلى أهمية دور هذه اللجان وإلى ضرورة إعطائها ما تستحق من دعم وانتباه. كما يهدف إلى تقدير الجهود المبذولة من قبل أعضاء لجان الأهل السابقين والحاليين، وإلى تشجيع الأهالي على العمل والتعاون مع إدارات المدارس والهيئات التعليمية وروابط الطلاب... لما فيه المصلحة العامة وبناء مجتمع أفضل.

آملين حضوركم، نتمنى لكم كل خير ونعم الرب وبركاته.

لتأكيد الحضور أو الاعتذار يرجى الاتصال على أحد الأرقام أعلاه

Nous vous invitons à honorer les membres des comités du collège Saint Sauveur, Joun, Elchouf.

Honoration suivie d'un cocktail

Dimanche 4h – 15 – 02 – 2009

À Saint Sauveur

 

Partager cet article
Repost0
19 janvier 2009 1 19 /01 /janvier /2009 22:27

كلمة الأب عبدو رعد في استقبال معالي وزير الشؤون الاجتماعية د ماريو عون في دار الرعاية في مدرسة دير المخلص. الأحد 11 – 1 - 2009

 

قبل أي كلام نضم صمتنا إلى صمت أرواح الشهداء في غزة، وصلاتنا إلى براءة الأطفال المتألمين والأبرياء الشاهدين والمستشهدين، وصوتنا إلى صراخ كل حق لرفع الظلم وإدانة المجازر.

أما بعد يا صاحب المعالي

1- يسعدنا أن نستقبلكم

يسعدنا أن نستقبلكم اليوم وأنتم على رأس وزارة الشؤون الاجتماعية. زيارتكم إلى مؤسستنا الاجتماعية والرعائية والتربوية تحمل طابعاً اجتماعياً مميزاً وهي دليل ساطع على اهتمامكم بالشأن الاجتماعي والإنساني والوطني.

 

2- ويسعدنا أن نعلن أن أبواب المؤسسة مفتوحة

ويسعدنا أن نعلن أن أبواب المؤسسة مفتوحة أمام كل عامل خير. وشعارنا لهذا العام: لنزرع الخير في كل مكان وزمان.  

 

3- ونشكركم

ونشكركم على زيادة عدد المسعفين من 45 إلى 60 مسعفاً من الأطفال، تساهم الوزارة مع مؤسستنا في الاعتناء بهم. وهذا دليل على اهتمامكم بالحاجات الاجتماعية. سياسياَ ينتمي هؤلاء الأطفال إلى الوطن، إلى لبنان. واجتماعياً ينتمون إلى الطبقة الفقيرة. نأمل أن تستطيعوا مد يد العون لنا أكثر فأكثر من أجل خدمة عدد أكبر من المحتاجين إلى الرعاية والتعليم آملين أن تتحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في وطننا.

 

4- أما حاجاتنا كثيرة:

أما حاجاتنا كمؤسسة ومؤسسات فكثيرة. نؤمن بقدرتكم واهتمامكم... فمطالبتكم برفع مساهمة الوزارة لذوي الاحتياجات الخاصة قد فعلت فعلها. من هنا نلح في الطلب كي تتابعوا السعي إلى الاهتمام أكثر فأكثر بالفئات المحتاجة، ولرفع قيمة المساهمة للمسعفين من الفئات الاجتماعية الأخرى، لا سيما بعد أن أٌقرت زيادة المعاشات وفي ظل الغلاء الحاصل. من المؤسف أن تكون حاجاتنا إلى كمشة الزفت ولمبة الطريق... إننا نحلم بدولة تؤمن بالمواطن وتؤمّن له هذه الأمور البديهية... ولكن ليس باليد حيلة فهذه من حاجاتنا... ولن أطيل إنما أؤكد أن المجتمع الذي ينجح هو المجتمع الذي يزيد دعم الفئات الضعيفة عندما تتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

 

5-وأخيراً...

وأخيراً ونحن على أبواب انتخابات، يهمنا أن نتوجه إلى كل المرشحين والمعنيين ووسائل الإعلام... إلى عدم زج المؤسسات الاجتماعية والتربوية في الأطر الطائفية الضيقة والسياسية المحدودة. لقد أظهرت هذه المؤسسات تماسكاَ قل نظيره انطلاقا من مبدأ الإنسان أولا، والإنسان في كل بقعة من أرض الوطن. لذا نتمنى على كل السياسيين أن تكون الجولات الانتخابية على مثال جولات السيد المسيح: "كَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ." متى 9،35. المطلوب من كل من بيده سلطة أن يستخدمها للمساعدة والشفاء والتحسين والتطوير. وفي نهاية المطاف لن ينجح إلا كل ما هو مبني على الحرية والخير. فعندما تكون النوايا سيئة يختلف الناس على قشة كبريت. وعندما تكون النوايا صالحة يتفق الناس على كل الأمور ويستطيعون إيقاف أكبر الحروب.

نجدد شكرنا ومحبتنا....

 

 

Partager cet article
Repost0
14 janvier 2009 3 14 /01 /janvier /2009 21:32

التمييز

مقدمة يظلّ الله مع الإنسان دائماً ويعمل من أجله ويدعوه إلى التعاون معه في قصده الإلهيّ والاشتراك معه في خلاص البشر. إنما في ذلك مجد الله الأعظم وخدمة البشر الأوفر. إلا أنّ في الإنسان وفي المجتمع، تتصارع "الأرواح الصالحة" و"الأرواح الشريرة"، فتستخدم هذه مختلف الحِيَل والخدع لتحول دون اكتشاف مشيئة الله والعمل بها، لأن قائدها هو عدو الطبيعة البشرية. فما معنى التمييز؟ ما هو الروح؟    

ما هو التمييز الروحي وأين يتم؟ وكيف يمييز الإنسان ليكتشف مشيئة الله ويعمل بها ليصل إلى الهدف الذي خُلق من أجله؟ ما معنى التمييز؟ إنّ لفظة "ميّز، تمييزاً" في اللاتينية Discernere معناها ه "الحكم والفصل والفرز والغربلة". فالإنسان يميّز تمييزاً، أن يحكم ويفصل ويغربل الخير من الشرّ، عمل الله من عمل الشرير.

ما هو الروح؟ إنّ كلمة "روح" تعني قوة خارجة عن الإنسان، قد تكون سيئة أو خيّرة. ونستعملها ونعني بها شيئاً من الطواطؤ، أي إنّ الإنسان له علاقة بهذا الأمر سواء للخير أو للشرّ، وهي قوة تتمايز عنه، وهو يطواطىء معها ولكنّه قادر أن يتحرر منها. هذا معنى صراع يسوع ضد روح الشرّ في الإنجيل، ويسوع عندما يصارع الشيطان فهو يصارع القوّة التي تسيطر على الإنسان.

ما هو التمييز الروحي؟ "لكي يستطيع المرشد أن يشترك مع يسوع في خلاص البشر وتمجيد الآب، فهناك أسلوب معيّن ونمط حياتيّ خاص يتّبعه، ألا وهو التمييز الروحي. فإنه مع يسوع يمييز ما هي مشئية الله في حاجات البشر ونداءاتهم، وكيف تُظهر له هذه الحاجات والنداءات مشئية الله. هذا هو التمييز الروحي، أي تمييز ما يريده الله من خدمة للبشر. وهذا ما يسميه أغناطيوس "المحبّة البصيرة"، أي المحبّة الرسولية التي تميّز مشئية الله في خدمة البشر، التي تتطلب تمييزاً روحياً وبصيرة متدربة لإكتشاف أنسب خدمة ممكنة، كما تهدف إلى تمجيد الله. وكما يقول أحد الآباء "إنّ دور التمييز الروحي هو البحث عن عناصر العمل الإلهي الثابتة فينا، عن الحركات والدوافع الباطنية، لنستطيع أن نرسم الخط الثابت الذي يسير عليه الحضور الإلهي، الذي يتجلّى بمفاعيله أو بمميزاته : السلام والفرح والإنسجام الباطني والشجاعة الباطنية أي ثمار الروح. وكل خيار معروض يحمل مفاعيل الحضور والعمل الإلهي ومميزاته. ذاك هو التمييز" .

وللوصول إلى التمييز الروحي السليم، لا بدّ أن يكون المرشد "غير منحاز"، محايداً، حرّاً من ميوله الطبيعية وأفكاره ومشاريعه وتطلعاته الشخصية، فيكشف مشيئة الله. التدرب على التمييز الروحي يتدرب المرشد على هذا التمييز الروحي من منطلق حياته الروحية الشخصية، التي من خلالها يصل إلى التمييز في الرسالة لإكتشاف إرادة الله في الخدمة فتمجيد اسمه. ويتم التمييز الروحي هذا داخل الصلاة، فهي المكان المناسب لتمميز إرادة الله من خلال ما يحياه من علاقة شخصية مع الله، ومن خلال اتصالاته بالبشر ومتطلّبات الخدمة الرسولية. وهناك بوجه خاص صلاة مميزة ألا وهي فحص الضمير حيث ينير الله أقوال المرشد وأفكاره وأفعاله، ليكتشف هل هي لتمجيد الله وخدمة البشر أم لا ؟ هل هي تُحقق إرادة الله فعلاً؟ لذلك هي تقتضي تمييزاً مستديماً" لينمو المرشد في المسيح. لذلك هناك عدة ملاحظات تساهم في جعل حركة التمييز الروحي مسيرة مستمرة:

أولاً- قراءة حياتنا على ضوء حضور الرب فيها: لنعيش مواقف في حياتنا كمواقف الإنجيل، فلا نبخل على أنفسنا بساعات السهر والصلاة والصوم كما كان يفعل المعلم، هكذا يتأون الإنجيل في حياتنا، و نعيش حضور الرب. وهكذا مع التمرس نسير في تمييز مشيئة الله.

ثانياً- التمرس على "غذاء الكلمة": لا نستطيع اكتشاف حضور الرب في حياتنا ما لم نتمرس على منهجيته وأسلوبه في الاعتلان. الكتاب المقدس، وأيضاً كتابات القديسين وسيرهم، أُسس نموذجية تُعرّفنا على كيفية هذا الحضور. فإن التمرس على غذاء الكلمة يخزّن فينا شيئاً فشيئاً روح التمييز. إن الإنسان من أجل حياة هذا الزمن يأكل ثلاثاً في اليوم، فكم ينبغي أن نأكل لحياة الزمن الأبدي.

ثالثاً- الإنتباه الجيد والإصغاء الصحيح: حين نقرأ قصة المجوس، يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي: لماذا ميّز هؤلاء الغرباء، دون غيرهم، أن هناك "نجماً" يؤثر على "المولود الملك"؟ أليس لأنهم كانوا أساساً في حالة انتباه لحركة السماء؟ هكذا مشيئة الله، لا يمكن للإنسان أن يُميّزها ما لم يتدرب أساساً على الانتباه لها وملاحظتها. خصوصاً أن الله لا يكشف مشيئته عادة بطريقة مباشرة، وذلك نظراً لعظمته تعالى التي تفوق إدراك الإنسان، وأيضاً لكي لا يُستهتر بها، كما فعل هيرودوس . فمن يريد أن يُميّز مشيئة الله عليه أن ينتبه: "إن الله يتكلم في كل شيء". ولكن ليس كل ما نسمعه هو كلام الله. لذلك ينبغي أن نصغي بشكل صحيح. فهيرودس طلب من المجوس أن يخبروه عن أمر المولود الملك ليقتله. ولكن صوته ليس صوت الخير بل صوت الشرّ الذي يلبس ثوب الخير، ثوب النور، حين يقول للمجوس إنه يريد أن يسجد له. هل ما ننتبه إليه نفهمه كما هو، أم كما نحن نريد؟ هل هناك أصوات كهيرودس علينا تمييزها ؟ إن الخراف الأمينة تميّز صوت الراعي الصالح. لذلك نميّز مشيئة الله بمرافقة الكنيسة الساهرة على إعلان صوت راعيها من خلال كافة وسائلها، خصوصاً الصلاة وإعلان الكلمة والمرافقة والإرشاد.

رابعاً- القرار: من القواعد الذهبية في التمييز الروحي، بحسب القديس أغناطيوس، "ألا يتخذ الإنسان قراراً، أو يغيّر اختياراً، في حالة عدم الإستقرار، أواضطراب أو أزمة. فحالته هذه لا ترشده إلى الاختيار بموجب إرادة الله، التي تظهر دائماً في التعزية العميقة المستمرة" . ولكن من قاده الله في تمييز قراره، يقوده أيضاً في تنفيذه بمرحلة جديدة من التمييز. لذلك نقول أن التمييز الروحي هو مسيرة مستمرة. فمن خلال التمييز الروحي هذا، يتدرب المرشد أن يصير "مشاهداً لله في العمل"، دامجاً في حياته التكريس لله والخدمة للبشر، والصلاة والعمل، واستخدام الوسائل الإلهية والوسائل البشرية، ساعياً يوماً بعد يوم إلى التوحيد بين حياته الروحية وحياته الرسولية، بين محبّته لله ومحبّته للبشر..."فلا يتناول التمييز العقل وحده، بل قوة النفس الثلاث: الوجدان والعقل والإرادة. وتتبع هذه القوة النفسية ثلاث مراحل متداخلة:

المرحلة الأولى التطهير: حيث تتطهر النفس المميزة تدريجياً من حياتها الماضية لتدخل في حياتها الجديدة. إلا أنّ هذه المرحلة من شأن الوجدان خاصة" . ويتم التطهير من خلال التمييزَيْن "الإنبساط" و "الإنقباض".

المرحلة الثانية الإستنارة: حيث تستنير النفس المميزة تدريجياً من نور الله. وهذه المرحلة من شأن العقل خاصة. وتتم الإستنارة من خلال تمييز حيل الشرّير لمقاومتها وإبطالها.

المرحلة الثالثة الإتحاد: حيث تتحد النفس المميزة تدريجياً بالله. وهذه المرحلة من شأن الإرادة خاصة. ويتم الإتحاد من خلال تمييز الجهاد مع الله داخل الكنيسة لمقاومة الشرّير وقِيَمِه. هذه هي أهم عناصر التمييز الروحي المرتبط بالحياة الروحية التي يُلهمها الروح القدس ويعمل فيها : فالروح يُطهِّر من خلال الإنبساط والإنقباض، وينير من خلال الفهم الروحي، ويوحِّد بالله من خلال الجهاد الروحي. فالحياة الروحية إنما هي أولاً وأخيراً الحياة بالله وله، مع الله وفيه.

فالتمييز الروحي هو طلب واكتشاف "الله في كل شيء وكل شيء في الله". ويلّخص هذا التعبير حياة يسوع كلّها في علاقته مع أبيه ومع البشر، وهذا قمة ما يصل إليه المرشد. خبرة شخصية: "إنّ التمييز الروحي هو "تمييز بالروح" أي تمييز بالروح القدس، لأنه هو ينير العقل في سبيل التمييز. ويعلّم كلّ شيء ويذكّر بكلّ شيء ويرشد إلى الحقّ كلّه (يو14/ 26، 13)، ويبدّل ويجدد العقول (رو 12/2)، ويزيدها معرفة وبصيرة تسمح بالتمييز الأفضل (فيل 1/9 -11). إنّ الروح القدس يمنح الحسّ الروحيّ لكي يمييز العقل بين عمل الله وعمل الشرّير، بين المصدر الإلهيّ والمصدر الشيطانيّ" .

وهذا ما اختبرته في الرياضة الروحية الإغناطية في بداية السنة، عندما أكتشفت ضعفي وطواطئي مع الشيطان، وكنت أعتبر ذاتي قد وصلت إلى مرحلة متقدمة روحيّاً، عندها ثار جنوني و"كبريائي" كيف اكتشفت ذاتي في هذه الحالة السيئة "أيعقل أن أقوم بهذه الأعمال؟"، وقتئذٍ قررت أن أترك الرياضة كي لا أكتشف نقاط ضعف وخطايا جديدة، ولكي أحافظ على "جمالي الروحي". ثم خطر ببالي فكرة شريرة أن أنتقم لكبريائي من المرشد و أضربه بالرصاص. شعرت بهذه الأفكار بقوة في عمق كياني، وأصبحت في حالة إنقباض. فذهبت إلى المرشد وأخبرته بذلك وأنا مستهزء بنفسي. ثم في اليوم التالي عدت إلى حالة الإنبساط التي كنت فيها.

كما أن الرياضة وهذه المادة يا أبتي العزيز ساعدتاني أكثر في التمييز خلال مرافقتي لبعض الأشخاص ليجدوا الحلول المناسبة لهم ليكتشفوا إرادة الآب. خاتمة إنّ التمييز الروحي هو مزيج من مبادرة الله المجانية واستجابة الإنسان الحرّة. والإتكال على الله هو إتكال على الإنسان. هذا التعاون بينه وبين الله، مصدره الروح القدس ومثاله يسوع المسيح وغايته خدمة البشر فتمجيد الآب. فإنّ الله الذي يكشف ذاته ويدعو الإنسان ويتّحد به هو الآب والإبن والروح. فالصلاة والعمل اتحاد بالثالوث، والتمييز الروحي بحث واكتشاف لإرادة الآب ولصوت يسوع المسيح بعمل الروح القدس. والإنسان يسعى إلى تمجيد الآب أعظم تمجيد مع يسوع المسيح ومثله، وبالروح القدس.

 

Partager cet article
Repost0
22 décembre 2008 1 22 /12 /décembre /2008 22:11

Ecole S. Sauveur,  Le petit séminaire, L’assistance sociale, Joun, Chouf, B.P: 305 Saida, Liban

Tel et Fax: 07/975049, 07/975071, cell: 03/665012, E-mail: abdoraad@yahoo.com

 

Christmas 2008 - New Year 2009

 

Let us sow the good everywhere and every time.

With these words, dear friends, I wish you a happy holiday season full of good blessings. The festivities are the memory of the kindness of God on human beings. An surge which diffuses hope and joy and which revives the hearts in love. The festivals are the remembrance of God of its people with kindness.

God called Abraham; there was in this call an immense good for humanity. Abraham accepted the call of God by exceeding human logic; he was filled with his inheritance by the good. For that we celebrate Adha and sacrifice to distribute what we have as benevolence on those who are in the need.

Jesus Christ is incarnated carrying the glory of God, peace and joy for men… for that we celebrate Christmas, the festival of the festivals and the absolute good of God for the men.

 

Today, Christmas returns again.

Today, Christmas again returns while our pens are in the fear, scattered and stumbled… how can they write the peace of Christmas while war invades the earth? How can they sing the joy for men while the people have to  emigrate, take refuge, are deprived of their rights, are made martyrs in their land…  falsehood attacks truth. Neither the Christian, neither the Moslem, nor the Buddhist… nobody is satisfied because of the suffering that he sees. Everyone is desperate of the smell of death and the taste of sorrow.

 

The way of the good remains…

The way of the good remains the choice of truths children of God. If the holidays are the memory of God of its people by the good, and if Christmas is an assistance of all humanity, it is our duty to support those who need comfort and sustain. Thus, let us make our festivals spouts springs in donation and service. Let us give of our time, of our thought, of our money, according to what we can, so that the way of good continues.

 

I thank you… and I ask you

I thank you, dear friends, neighbors and in the entire world, because you contributed to spread the good. Without you we could not have achieved the happiness for such people, and we could not have made enter the heat of Jesus' love in the hearts of our children.

I ask you for the continuation of the support that we have still large need, to restore what was destroyed, to improve what was wounded and to sow the good everywhere and in any time.

 

Elevate the prayer together

Elevate the prayer together so that all the disputed citizens reconcile themselves in the spirit of Christmas, to be able all together to remember our world torn, by sowing the grains of peace, justice and human's dignity. Let us pray so that everyone walks on according to the lesson of the owner of Christmas, to be guided towards the true happiness and the true good

 

Be in thousands goods each year.

P. abdo RAAD

- To have our news, please see the blog: http://amitiepartout.over-blog.com/

- For your contribution: Saint Savior School, Account N.: 739400/461/001/055/01, Banks Audi, Agence Abra, Lebanon, Swift codes: AUDBLBBX. Or contact us abdoraad@yahoo.com

Partager cet article
Repost0
22 décembre 2008 1 22 /12 /décembre /2008 21:49

Ecole S. Sauveur,  Le petit séminaire, L’assistance sociale, Joun, Chouf, B.P: 305 Saida, Liban

Tel et Fax: 07/975049, 07/975071, cell: 03/665012, E-mail: abdoraad@yahoo.com

 

Noël 2008 – Année 2009

Semons le bien partout et en tout temps

Avec ces paroles, chers amis, je vous souhaite de bonnes fêtes pleines de bien et de bénédictions. Les fêtes sont le souvenir de l'afflux de la bonté de Dieu sur les êtres humains. Un afflux qui diffuse l'espoir et la joie et qui ravive les cœurs en amour. Les fêtes sont la remémoration de Dieu de son peuple par le bien.

Dieu a appelé Abraham, il y a eu dans cet appel un bien immense pour l'humanité. Abraham a accepté l'appel de Dieu en dépassant la logique humaine, il fut comblé avec sa descendance par le bien. Pour cela on fête le Adha et on sacrifie en ce qu'on a pour le distribuer comme bienfaisance sur ceux qui sont dans le besoin.

Jésus Christ s'est incarné portant la gloire de Dieu, la paix et la joie pour les hommes… pour cela on fête Noël, la fête des fêtes et le bien absolu de Dieu pour les hommes.

Aujourd'hui, Noël revient de nouveau

Aujourd'hui, Noël revient de nouveau pendant que nos crayons frémissent, éparpillés et trébuchés… comment peuvent-ils écrire la paix de Noël pendant que la guerre envahit la terre? Comment peuvent-ils chanter la joie pour les hommes pendant que les peuples sont émigrés, réfugiés, dépourvus de leur droits, martyrisés dans leur terre, et le faux agresse le vrai? Ni le chrétien, ni le musulman, ni le bouddhiste… personne n'est satisfait à cause de la souffrance dans la quelle on vit. Tout le monde est désespéré de l'odeur de la mort et du goût du chagrin.

La voie du bien reste…

La voie du bien reste le choix des vrais enfants de Dieu. Si les fêtes sont la souvenir de Dieu de son peuple par le bien, et si Noël est une assistance de toute l'humanité, il revient à nous de soutenir ceux qui ont besoin de la condoléance et de l'appui. Faisons donc de nos fêtes des sources jaillissantes de donations et service. Donnons de notre temps, de notre pensée, de notre argent, selon ce que nous pouvons, pour que la voie du bien puisse continuer.

Je vous remercie… et je vous demande

Je vous remercie, chers amis, proches et lointains, car vous avez contribué à répandre le bien. Sans vous nous n'aurions pas pu accomplir la félicité pour tant du monde, et nous n'aurions pas pu faire entrer la chaleur de l'amour de Jésus aux cœurs de nos enfants.

Je vous demande la continuité du soutien dont nous avons encore grand besoin pour restaurer ce qui a été détruit, recoudre ce qui a été déchiqueté et semer le bien partout et en tout temps

Elevons la prière ensemble

Elevons la prière ensemble pour que tous les citoyens contestés se réconcilient en l'esprit de Noël, pour pouvoir tous ensemble se souvenir du notre monde déchiré en semant les grains de la paix, de la justice et de la dignité de l'homme. Prions pour que tout le monde chemine selon les enseignements du patron de la fête pour être guidé vers la vraie félicité et le vrai bien

Soyez en mille biens chaque année.

P. abdo RAAD

 

- Pour avoir de nos nouvelles, bien vouloir entrer sur le blog: http://amitiepartout.over-blog.com/

- Pour votre contribution: Collège Saint Sauveur, Compte n.: 739400 / 461 / 001/ 055/01, Banque Audi, Agence Abra, Liban, Swift code: AUDBLBBX, ou contacter nous: abdoraad@yahoo.com

Partager cet article
Repost0