حفل تخرج طلاب صفي التاسع والثالث ثانوي في مدرسة دير المخلص
شهد التاسع والعشرين من أيار 2009 حفل تخرج طلاب مدرسة دير المخلص لشهادتي الثالث ثانوي والتاسع أساسي. كان الاحتفال برعاية وحضور الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية، الأرشمندريت جان فرج. حضره إلى جانب أهالي الطلاب وأسرة المدرسة، والأصدقاء، الوزير ماريو عون ممثلا أيضاً دولة الرئيس الجنرال ميشال عون، السيد نزار الرواس ممثلاً معالي وزيرة التربية بهية الحريري، السيد طوني أنطونيوس ممثلاً معالي الوزير نعمة طعمة، السفير نقولا خواجا، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة، ممثلو الأحزاب، ممثلون عن قوى الأمنية، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، ممثلو رابطة قدامى المدرسة، مديرو مدارس ومؤسسات...
بعد دخول المتخرجين وإنشاد نشيد الوطن ونشيد المدرسة، كانت كلمة ترحيبية لأسرة المدرسة تلاها الأستاذ سليمان رزق. بعد عدة مقاطع فنية للطلاب كانت كلمة رئيس المدرسة التي ختمها بتقديم درع تكريمي للرئيس العام الذي ارتجل خطاباً للمناسبة شدد فيه على أهمية الجد والعمل متمنياً للطلاب النجاح.
تلا الحفل عشاء عائلي للطلاب وذويهم ولأسرة المدرسة.
كلمة الأب عبدو رعد رئيس مدرسة دير المخلص في حفل التخرج، 29 – 5 – 2009
حضرة المتخرجين والمتخرجات، الحضور الكريم، أهالي الطلاب، أسرة المدرسة، رئيس وأعضاء لجنة الأهل، ممثلي رابطة قدامى المدرسة، الأصدقاء، الإعلاميون والمصورون، القوى الأمنية، ممثلي الأحزاب، مديري المدارس والمؤسسات، المخاتير، رؤساء البلديات، الراهبات، الآباء، سعادة السفير نقولا خواجا، معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماريو عون، معالي وزيرة
التربية بهية الحريري ممثلة بالسيد نزار الرواس، دولة الرئيس الجنرال ميشال عون ممثلا بمعالي الدكتور ماريو عون، صاحب الرعاية رئيسنا العام الأرشمندريت جان فرج.
لاحظتم أننا أمام إنقلاب في البروتوكول. وما هذا إلا لنؤكد أن الشعب أولاً، والكبير هو خادم الجميع على حد قول السيد المسيح، ونحن هنا لخدمتكم.
منذ سنة وقفنا وإياكم لنخرج تسعة طلاب في صف التاسع. ولم يكن لدينا متخرجون ثانويون. أما اليوم فنقف لنخرج 23 في صف التاسع و10 في الصف الثانوي الثالث.
ولست هنا لأسرد عليكم ماذا تحقق من إنجازات في المدرسة، تعليماً وتربية، وترميماً وتجهيزاً، إنما باسمكم وباسم كل المستفيدين أريد أن أعبر عن شكري للسيد جورف مكتف وأخوته وعائلته لدعمهم الكبير في هذه المشاريع. وسيكون لنا معكم يا سيدي لقاء تدشين قريب إن شاء الله.
أما بعد...
بعد مغامرة الخروج من جوف أمه ليطل على الحياة، لعل المغامرة الأكبر التي يقوم بها الطفل في بدء حياته هي دخول المدرسة، حيث يبدأ بتلمس العلم والقراءة والكتابة. لا بل أكثر من ذلك حيث يبدأ اختبار المشاركة والعيش مع الآخرين خارج إطاره المنزلي.
فالمدرسة إذن، ليست لمجرد الدرس، بل هي مؤسسة متكاملة تعلم وتربي، هدفها صنع جيل راسخ في القيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، وتنميه كيان الطالب جسماً ونفساً وعاطفة وعقلاً، وتحريره من الظلمات والنواقص والمشكلات التي تعترضه.
من هذه المشاكل الأساسية التأخر المدرسي الذي يعود سببه لبعض العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الصحية الخارجة عن إرادة الطالب، والتي مع الأسف تتكاثر في زمننا.
أمام التأخر المدرسي يقوم عدد من المدارس بصرف الطالب المتأخر، بنجاح أو رسوب، لا يهم، إنما المهم صرفه كي لا يصل إلى الشهادات ويسجل نسبة مئوية مرتفعة في الرسوب.
أمام هذا الصرف تبدأ معاناة الأهل والطالب معاً. فهؤلاء يتكبدون التنقل من مدرسة إلى أخرى والتعب النفسي، وذاك يبدأ بالانطواء والعدوانية، ورفض العلم، والهروب من المدرسة والمجتمع... ثم نتساءل لماذا تكبر آفة المخدرات والسرقات وغيرها.
لذا آلينا على أنفسنا أن نعمل على خطين. فبقدر ما يهمنا النجاح، يهمنا أيضاً أن نحمل قضية الطالب الضعيف أو المتأخر ونفتح أمامه الفرص ونرفعه إلى قمة الفوز. أما نسبة النجاح فيبقى مقياسها على الطلاب العاديين. أما النجاح الأكبر فهو عندما ينجح أحد المتأخرين مدرسياً ويتغلب على صعوباته. وأي فضل لمدرسة يأتيها الطالب متفوقاً بارعاً؟ الحق يقال، الشرف والعزة والكرامة والفخر لمدرسة تقبل الضعيف وتنتشله وتنهض به إلى حيث يجب أن يكون.
بهذا نحن نفخر. ونفخر أيضاً بأن المعلم في مدرستنا، قوي الشخصية، حنون، متفهم، دخل بسرعة في عمق السياسة التي رسمناها، فكسب تلاميذه وحببهم بالعلم وأنماهم بالأخلاق.
فالتحية لكل معلمينا وموظفينا ولفريق العمل: أبونا شارل، أخ سهيل، مدام ريتا، أستاذ جورج، ولكل المتعاونين والداعمين.
وللأهل الدور الأساس. نتمنى أن يزداد التعاون يوماً بعد يوم، وأن يتيقن الأهل أن نجاح الطالب في المدرسة، كما في الحياة، وسعادته وتحقيق ذاته يعتمد على ما يبذلونه من محبة وتشجيع، وعلى ما يقدمونه من مثال في تقدير العمل والجهد الإنساني.
وإن كنا ننتظر أن تجد الحكومة المقبلة حلولاً للمشاكل التربوية والمدرسية المتراكمة، وأن تجد آلية تعاون بين المدرسة الخاصة والقطاع الأهلي والمدرسة الرسمية، فإننا لا ننتظر مكتوفي الأيدي، بل نعلن للعام المقبل التعليم المجاني للمتفوقين ونعلن عزمنا على مساعدة المتأخرين وفتح الفرص أمامهم.
أما أنتم أيها المتخرجون، اليوم نخرجكم على أمل أن نكرمكم بعد الامتحانات. لا تضيعوا الوقت بل انكبوا على الدرس وستنجحون.
ونرفع الصوت اليوم من أجل احترام حقوق الطلاب في الامتحانات الرسمية وعدم التأثير عليهم سلباً وعدم تشليحهم المسابقة قبل الوقت لينقل غيرهم منها، وعدم السماح للبائعين والمتجولين بالدخول إلى قاعات الامتحانات... وندعو إلى تشجيعهم وتأمين الجو النفسي السليم لهم.
هذا على المستوى التربوي، أما على المستوى الاجتماعي ونحن مؤسسة رعاية اجتماعية، فيسعدنا أن نخبركم أننا بدأنا بتنفيذ مشروع "من المزرعة إلى المدرسة" مع المؤسسة الإنسانية العالمية. وهو مشروع يعود بالخير على المزارع الصغير، إذ منه مباشرة سنشتري، وبالخير على مؤسسات اجتماعية إذ إن ما نشتريه سوف يطبخ ويوزع عليها.
كما يسعدنا أن نؤكد لكم أن التهاتف في المنطقة ومعكم سيتحسن بفضل تركيبنا أنتان لشركة م ت س، فإن شاء الله ستجدون خطوطنا دائمة الجهوزية ومتوفرة. وبانتظار شركة ألفا.
كما نطلب صلاتكم لتحقيق حلم ألا وهو ترميم قصر الليدي استنهوب القريب من المدرسة وجعله مركزاً ثقافياً دولياً للطلاب ولكل طالب معرفة وتواصل وثقافة.
ونأمل أن توافق وزارة الشؤون الاجتماعية قريباً على مشروع تنموي لترتيب حديقة لصفوف الروضات.
أما دعوتنا القريبة لكم فهي إلى 20 حزيران للعشاء القروي. فلا تحرموننا حضوركم ومساهمتكم (تومبولا على الباب).
أخيراً، قد تتعجبون أنني لم أتكلم عن الانتخابات وهي تطن في كل مكان. أقول إنها مكانك راوح، ولن تغير الكثير. المهم أن نزداد وعياً أن لبنان هو وطن الوفاق والاتفاق. فليكن زمن الانتخابات زمناً حضارياً. ابتسموا فيه بعضكم لبعض، تعانقوا وتسالموا، وليحترم كل واحد حرية أخيه في الاختيار. ونحن المؤمنين بإرادة الشعب سنكرم كل من توصله هذه الإرادة إلى الحكم طالبين منه أن يعمل لمصلحة الشعب والوطن بكل تجرد.
بارك المخلص بكم، عشتم وعاش لبنان