Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
1 août 2011 1 01 /08 /août /2011 20:08

ندوة في دير المخلص حول العمل الاجتماعي في المئوية الثالثة لـتأسيسه

ويشارك فيها شمس الدين والصايغ  ومعنيون بالشأن الاجتماعي

 

  اقليم الخروب – أحمد منصور

بمناسبة اليوبيل المئويّ الثالث   لدير المخلّص (1711 - 2011)،نظمت   الرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة، في الدير، في جون، ندوة حول العمل الاجتماعي المخلّصي بعنوان:"ثلاثمائة سنة في خدمة الإنسان"، وشارك فيها الوزيران السابقان إبراهيم شمس الدين ، والدكتور سليم الصايغ، والرئيس العام للرهبانية المخلصية الارشمندريت جان فرج، الوزيرة السابقة منى عفيش،ومشايخ من مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ سامي أبو المنى،وكهنة وشخصيات ومهتمون بالشأن الاجتماعي .

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني، ثم نشيد عيد الرب، ثم كلمة للأرشمندريت فرج  فأشار الى ان دير المخلص ثلاث مئة سنة وهو في خدمة الانسان، مؤكداً أنه منذ أن رأت الرهبانية المخلصية النور،العمل الاجتماعي غاية من غاياتها،لافتا الى ان مؤسس الدير انذاك المطران أفتيموس الصيفي، أوصى رهبانه في أن يكون الدير ملجأ لكل عابر سبيل،ومأوى ٍلكل محتاج ومضطهد، مشدداً على أنه تجسيدا لهذا الخط،سعى المؤسسٍ الى فتح مستشفى في صيدا،في وقت ندرت فيه المؤسسات التي تعنى بالإنسان سنة1700.

وأكد "أن الرهبانية بقيت وفية لخطه الاجتماعي، وسعت الى تطويرها تحت عناوين عدة، ومنها عندما تسابق الرهبان على خدمة مرض الطاعونٍ، وخدمة جياع الحرب العالمية الأولى الذين احتشدوا عند أبواب الدير في ذلك الوقت"،لافتا الى ان الدير بقي يطعم من لجأ اليه لسنوات من لاجئين ومهجرين،موضحا انه تتويجاً لهذه المسيرة أسست الرهبانية داري العناية في الصالحية سنة 1966، والصداقة في زحلة سنة 1979،مشيرا الى انه سيتم افتتاح دار النور قريبا في خبب في سوريا بدعم من البطريرك غرغوريوس الثالث لحام.

ورأى الأرشمندريت فرج أن عملا ضخماً لايزال أمامنا،مشدداً على أن الرهبانية لن تبغل في سبيل ذلك بالغالي والرخيص أمانة للعهد وتكملة للمسيرة.

وأدار الندوة رئيس المدرسة الأب عبدو رعد فتوقف عند قول مؤسس الدير الذي أراد ان يكون الدير ملجأ لكل عابر سبيل، مشددا على ان كل انسان في هذه الدنيا هو عابر سبيل، معتبرا ان الرهبان المخلصيون عبروا سبيل الحياة في خدمات كثيرة، ومنهم الأب بشارة أبو مراد الذي عبّر عن عمق المحبة الانسانية والعمل الإجتماعي،مشدداً على الدير يروي العطاش ويشبع الجياع ويقف الى جانب المحتاجين،مشددا على ان العمل في الحقل العام والخدمة هو تعبير عن الإيمان الصحيح،مؤكدا ان الايمان هو عابر للاديان وفوقها وفي عمقه هو محبة لله وخدمة للانسان.

بعد ذلك تحدث في المحور الاول كل من شمس الدين والصايغ حول" الإيمان التزام في قضايا المجتمع".

 

شمس الدين

وقال شمس الدين:"ليست المرة الأولى التي أزور فيها دير المخلص، فقد زرته مرتين، مرة في العام 2004 ، ومرة في العام 2007، حيث شاركت في نشاط نظم لنا من مختلف الطوائف. ان هويتنا هي أننا لبنانيون أولاً ، ومن ثم تأتي الهوية الدينية والثقافية والمناطقية الخاصة بنا، ولكن بسبب عوامل كثيرة تقدّم خطأ الهوية الخاصة، والتي لا غبار عليها  ولا عيب فيها، ولكنها لا تعلو اطلاقا على الهوية الوطنية الجامعة المشتركة".

أضاف " هذا المكان أعرفه وأحببته منذ المرة الأولى، فجغرافياً المكان وعمارته ممتازة وملفتة، ولها خصوصية واضحة، والعلاقة بين المبنى والمحيط طبيعية،وهي سهلة وميسرة ولا إرغام فيها، فنحن نشعر عندما نقترب من دير المخلص، أننا نرى ان مبنى أرغم نفسه على محيطه، كلا ، فهو ينسجم معه انسجاماً لطيفاً يسيراً، وكأنه أصبح جزء من هذا المحيط .فأي مكان أو أرض تفيد أصحابها وساكنيها، أو يعتني بها ساكنوها ومواطنوها، هي تعود عليهم بالخير والنفع والفائدة والحضن والاحتضان. ان تاريخ الدير منذ ثلاثماية عام،هو تاريخ حضن وخدمة وإحتضان، أي أرض تحمي أصحابها إذا حموها من أي ضرر، ومن أي عدوان أو أحتلال، وهذا ماحصل عندما هبّ اللبنانيون جميعا للدفاع عن أرضهم ووطنهم ضد الاحتلال الاسرئيلي، فكل أرض صغيرة ، وكل بيت من بيوتنا،هو وطن  وأرض وبيت لنا، نحميه وندافع عنه ونبذل في سبيله. هذا الدير بمعنى من المعاني يمثل هذه العلاقة بين الأرض وأصحابها الصحيحيين والشرعيين، فليس السكن أو القطنة،أن نقطن في مكان لا نجعله خاصا بنا ، وهذا ما ينطبق على عنوان فلسطين التي يقطنها أناس آخرون، وأصحابها وأهلها ليس قاطنيها،مطرودين من أرضهم ومكانهم، فمهما طال الزمن في أي إحتلال، لا ينشئ علاقة شرعية صحيحة بين الارض وقاطنيها، لأنها علاقة إغتصاب، فالشر في هذه المنطقة من العالم بدأ مع الإحتلال.

ورأى ان العمل الصالح منبعه غالباً الإيمان،وقال:"ان أي إيمان سماوي صحيح هو حافز وأرضية كبرى للتعاون بين البشر، فالدين أرسل لخدمة الناس، وكذلك الأنبياء والقديسين، وليس العكس، فلم يحمل نبي سيفاً ليرغم على دينه ودعواه،فالايمان مهمتهه ايجاد علاقة التوازن بين الانسان ونفسه، وبين الانسان والمجتمع وبين الانسان والطبيعة،اعطوني أي ايمان وخذوا ما يبني العالم او يبني لبنان أو يصحح الوضع، أي ايمان صحيح أكان اسلامياً  أو مسيحياً ، فهو يطوّر ويطهّر عقل صاحبه، ولا يمكنه من أن يأتي بشر او أذيّة"،  معتبرا ان العمل في الحقل العام هو خدمة وعلاقة صحيحة وتعبير عن الايمان،فأهل الايمان الصحيح هم اهل خير، فخدمة الناس بهذا المعنى تتصل اتصال كبير بالايمان الحقيقي في القلب والعقل، ولذلك فهي دافع للخدمة العامة،معتبرا ان الحداثة المستوردة أثبتت أنها ليست كافة وليست حلا، وان محاربة الايمان واستئصاله اثبت ايضا انه ليس حلا وليس طريقا، لا بل هو منزلق كبير،مشددا على ان الايمان الصحيح الخالص هو منطلق صحيح لمجتمع متماسك، ولوحدة داخلية، ولنمو اجتماعي وتطور ولتماسك في اللحمة الوطنية.

الصايغ

من جهته قال الصايغ :" عندما زرت دير المخلص،وكنت عندها وزيراً جديداً العام الماضي، لكي أشارككم في إحتفال  الميلاد، وأرى عن كثب أكبر مغارة في لبنان. فلقد أوقفتني للحظة معنى المغارة، وقلت لابد عند دخول هذه المغارة، معنى مغارة بيت لحم. فعندما ندخل الى المغارة نخرج من الظلمة ونلتقي مع الكون،وعندما ندخل الى اليها، ندخل الى مشروع المحبة، وندخل الى ذاتنا لنقف على قمة الكون، وبالتالي نتواصل مع الآخرين، ففي المغارة تخط للذات والوصول الى الآخر. ان زيارتي لدير المخلص كانت زيارة تأسيسيّة،وهذا إعتراف وشهادة أقولها لأول مرة ،فمن خلالها انطلقت في عمل اجتماعي، فمن يدخل الى المغارة يرتقي الى قمة الكون".

اضاف " ان الاشكالية المطروحة امام وزير ماروني من مشرب سياسي واضح في لبنان، هو هل ستكون وزيراً للمتن الشمالي والبترون فقط؟ أم عليك ان تكون وزير المغارة، يعني وزير الكون والانسانية وكل الطوائف والانسان وكل لبنان".

وتناول الصايغ انجازاته في  وزارة الشؤون الاجتماعية،معتبرا ان الايمان ليس  قضية فطرية فقط، أو قضية روحية، نستطيع ان ننزل الايمان، ونرتقي بالعقل الى مستوى الايمان، لكي يتلاقى الذكاء والعقل، وبالتالي يصبح الايمان فعل ايمان، وهذا ما سعينا له في عملنا الاجتماعي.فالقضية الايمانية تخرج من عمق الانسان ومن قلبه وعقله، فهي ليست فريضة،فعندما نتكلم عن فعل الايمان، نتكلم عن عملية عطاء لا متناهية باسم الأخوة الانسانية، وباسم التضامن الانسانين والذي عندما ينظم يسمى في الاسلام التكافل ، وعند المسيحين يسمى بتنظيمات معينة وما هو واجباتك كمسيحي، انما في الاصل هناك مفهوم الاخوة الذي علينا ان نحثّه ونتركه، وان نطبقه.

وشدد على الحس الايماني والشراكة مع رجال الدين،معتبراً ان الأكثر فعالية في العمل الاجتماعي هي المؤسسات الدينية،لافتا الى ان ما يجمع هذه المؤسسات هي القيم اللبنانية الروحانية التي تجعل من لبنان وطن الانسان والرسالة،ورأى أنه ليس علينا ان كنا نريد دخول القضية الاجتماعية، أن نكون ضد الدين،مشيرا الى انه يجب ان نشرك بين هذه القيم لأن الحقيقة الاساسية التي تنبثق عن هذه القيم تؤسس الى ميثاق اجتماعي حقيقي،موضحا انه عندما وضعنا الميثاق الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية ، التقينا مع كل الديانات السماوية، في النص والروح،معتبرا انه عندما نلتقي حول القيم الاساسية في لبنان نستطيع عندها ان نحوّل الإيمان الى فعل ايمان،وان لا يدخل الوزير فقط الى مغارة بيت لحم ، بل ان ندخل كلنا الى هذه المغارة، فعندها نستطيع مجددا ان نبني لبنان العدالة الاجتماعية التي نطمح اليها.

وتناول الصايغ انجازاته في  وزارة الشؤون الاجتماعية، مبديا سروره التزام الوزير الجديد وائل ابو فاعور ما بدأه هو في الوزارة،معتبرا ان هذا الشيء نادر في دولة لا تعرف الا الكيدية والنكد والاقتصاص من السلف.

وبعد استراحة عقد المحور الثاني من الندوة بعنوان:" المخلّصيون رواد في العمل الاجتماعي"، وتحدث فيه كل من مدير دار الصالحية الأب نقولا الصغبيني عن العمل الاجتماعي المخلصي، روحانيته   ومنجزاته، ايلي مارون: الأنماط والتوجهات الجديدة في التعليم المهني،المطران عصام يوحنا درويش: تطلعات مستقبلية للعمل الاجتماعي ، وأدار المحور  الاب جورج اسكندر.

 

وعقد المحور الثالث تحت عنوان:"شهادات"، وتحدث فيه كل من

السيدة تريز فرنسيس،من دار العناية وعصام الفحل، من دار الصداقة، و خليل متري، من الرابطة المخلصية.

 

P1150243.JPGP1150253.JPG

P1150266.JPG

P1150273.JPG

 P1150300.JPG P1150315.JPG

 P1150327.JPG

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Partager cet article
Repost0

commentaires