Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
22 mai 2011 7 22 /05 /mai /2011 22:34

 

كلمة الأب نقولا الصغبيني مدير دار العناية

بمناسبة حفل تخريج طلاب قسمي البكالوريا الفنية والإمتياز الفني

في 13/5/2011

 

 

"العلم حصانة، والمهنة ضمانة لعيش كريم"

..." وقل: اعملوا وسيرى الله اعمالكم"

 

ككلّ سنة يتجدّد لقاؤنا في فرحة التخريج مع مجموعة جديدة من طلاّبنا الأحبّاء... ولكنها المرة الأولى نلتقي في مثل هذا الإحتفال ولا يكون حاضراً بيننا بوجهه الصافي وببسمته المعهودة.

للمرة الأولى نقيم هذا الإحتفال، ولا يعتلي المنبر ليزيّن صدرَ واحدٍ من الذين كانوا من عمّال الساعات الأولى في هذه الدار.

للمرة الأولى نفرح معاً بمناسبة عزيزة كهذه، وهو لا يشاركنا الفرحة بجسده الترابي، بل يتشارك معنا من علُ، من سماء المجد.

لأول مرة نفتقدك، أبونا سليم، وأنت ما عوّدتنا افتقادك، ونفتقد كلمتك اللطيفة، وتوجيهاتك الأبوية، وحبك وحنانك الكبيرين.

أردتنا أن نتابع هذا الإحتفال، حتى ولو رحلتَ إلى مسكنك الأبدي.. فها نحن ننفّذ رغبتك، واعدين إيّاك بأن نبقى أوفياء لما كنتَ توصينا به من محبةٍ وانفتاحٍ وتمسّكٍ بالعلم وبالفضيلة، وممارسةٍ شريفةٍ للمهنة التي تعلّمناها.. وستبقى حياً في قلوبنا، وستبقى ذكراك وتعاليمك ماثلةً في تفكيرنا، تنير دربَنا، وتوجّه مسيرتَنا. ولكَ سنقفُ دقيقة صمت، كتعبيرٍ بسيطٍ عن حبِّنا الكبيرِ لكَ..

 

 

 

أيّها الحضور الكرام،

 

ثلاثمائة سنة مرّت على تأسيس دير المخلص، مركز الرهبانية الباسيلية المخلصيّة، مؤسِّسة هذه الدار. وهذا الدير لا يزال منارةً تشعّ أنوار المخلّص على المحيط المجاور وعلى العالم أجمع.

ثلاثمائة سنة مليئة بأعمال الرسالة ومثقلة بأفعال المحبة الهادفة إلى خدمة الإنسان أيّاً كان، وأينما كان، والمتجسّدة بالمؤسسات الروحية والإجتماعية المتعدّدة التي أسّستها الرهبانية المخلّصية.

دار العناية هي إحدى ثمار هذه الأفعال، وإحدى نتاج النهج الإجتماعي المكوِّن للفكر الإنساني للرهبانية.

وإنني إذ أهنّئ الرهبانية المخلصية باليوبيل المئوي الثالث لتأسيس دير المخلص، أتطلّع بنفس الوقت إلى اليوبيل الذهبي لتأسيس دار العناية بعد وقت قريب، بعونه تعالى.

هذه الدار لم تكن لتتحقّق لولا تضافر جهود أبناء الرهبانية ومجموعة من العلمانيين الملتزمين، ولولا التفاعل الحيوي والبنّاء مع المجتمع والمحيط. ومن أبرز واضعي أسسها، عائلة لبنانية كريمة، مخلصيّة النهج، صيداوية الجذور، جنوبية التراث، لبنانية القلب والهوى، عالمية التطلّع والإنفتاح، عائلة آل عودة الكريمة، التي نفتخر ونعتزّ بأن يرعى احتفالَنا هذا، أحد دعائمها، معالي الأستاذ ريمون عودة المحترم.

فباسم الرهبانية المخلّصية صاحبة هذه الدار، الممثّلة بشخص رئيسها العام الأرشمندريت جان فرج المحترم، وباسم أسرة دار العناية، وبوجه خاص مؤسّسيها الأفاضل، وباسمي الشخصي، أرحّب بكم في بيتكم يا صاحب الرعاية، وأشكر لكم محبتكم ومساندتَكم المستمرة لمسيرة هذه الدارمادّيّا ومعنويا، فارتبط اسمها باسم آل عودة الكرام..

 

أيّها الحفل الكريم،

 

إن تطوير المناهج العلمية المهنية هي من أولويات برنامجنا التربوي المهني، وذلك انطلاقاً من تلمّسنا لحاجيات سوق العمل اللبناني. من هنا كانت قناعتنا بإطلاق فرع "الإلكتروتكنيك" لمرحلة البكالوريا الفنية لهذه السنة. وهذا الفرع يقوم على برمجة الآلات الميكانيكية الأتوماتيكية والتحكّم بها بواسطة الكومبيوتر. ولقد كنّا من السبّاقين في لبنان باعتماد هذا الفرع بعد موافقة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، وتبنّيها للمنهاج الذي عمِلَت على وضعه مجموعة من الأخصائيين، ومنهم البعض من مدرّسي المادة في معهدنا.

وهنا أشير بفخر إلى التعاون الوثيق القائم بين معهدنا وبين "المجموعة الأوروبية للتعاون والتنمية IECD   " التي موّلت وجهّزت مختبر التحكّم الآلي ضمن مشروعها "بذور الأمل"، وفيه تتمّ الأعمال التطبيقية لفرع الإلكتروتكنيك. ولحسن سير عمل هذا الفرع وحسن تطبيق منهاجه، أقدمت إدارة الدار في شهر ت¹ المنصرم على عقد اتفاقية تعاون بين معهد دار العناية وبين "معهد القديس نيكولاوس" المهني في باريس، العريق في تاريخه المهني. وتهدف هذه الإتفاقية إلى تعميق التبادل الثقافي المهني بين المعهدين. وبموجب هذه الإتفاقية قام اثنان من معلمي هذا الفرع في معهدنا بزيارة عمل إلى معهد القديس نيكولاوس للإطّلاع على كيفية تطبيق المنهاج التعليمي، وقد أمضيا أسبوعاً من العمل الجاد والمكثّف حيث اكتسبا خبرة كبيرة، وهما يعملان الآن، بالتعاون مع زملاء آخرين، على وضع المنهاج التعليمي التنفيذي لهذا الفرع، والذي ستعتمده وزارة التربية الوطنية اللبنانية. وقريبا نستقبل في معهدنا بعضًا من مدرّسي معهد سان نيكولا في إطار التبادل الثقافي والتعاون المشترك.

وفي سياقٍ متّصل، نعلن ايضًا وبكل فرح، عن اتفاق تمّ مع الجامعة اللبنانيّة الكنديّة LCU    يقضي باعتبار طلاّب مرحلة الامتياز الفنّي في دار العناية كجزء من طلاّب الجامعة، بحيث يتابعون سنتهم الدراسيّة الرابعة في الجامعة، وقد احتُسبت فيها كل المواد التي يكون الطلاب قد أخذوها على مقاعد الدراسة في معهد الدار، وذلك بإفادة من المعهد.

 

وفي إطار عملنا المهني أيضاً، لا بدّ من الإشادة بالتعاون القائم بيننا وبين وزارة الشؤون الإجتماعية من حيث مساهمة الوزارة بتغطية جزء من تكاليف تعليم الطلاب، وكذلك التعاون القائم بيننا وبين المؤسسة الوطنية للإستخدام من حيث العمل على الدورات المهنية المكثّفة. وقد أطلقنا هذه السنة دورة "لتجميل النسائيّ"، إضافة إلى دورات "الطباعة على الكومبيوتر" و"الكهرباء".

أما بالإنتقال إلى مستجَدّ أساسي من نشاطات دار العناية، فإنني أشير، ولو بإيجاز، ولكن بفرح واعتزاز، إلى تحقيق الحلم المستمر منذ سبعة أعوام بقيام البناء الخاص بالمدرسة المختصّة، والذي سيتمّ افتتاحه قريباً بعونه تعالى، وهو من أبرز منجزات دار العناية الطامحة دوماً إلى التطوّر المتقدّم.

وكلمة أخيرة أتوجّه بها إلى الخرّيجين الأحباء.. أنتم اليوم تعبرون إلى مرحلة جديدة من مراحل حياتكم، مرحلة تتّسم بالتحديات، وما أكثرها! فمن المثابرة في التحصيل العلمي إلى الثبات في الضمير المهني، إلى أخلاقية الصدق في التعامل مع الآخرين، إلى الإيمان بالوطن والتجذّر في الأرض، إلى التحديات العديدة والمتنوّعة...

ليكن نصب أعينكم أن الحياة هي مغامرة، وأن مصاعبها، مهما كبرت في وجهكم، فأنتم قادرون على تخطّيها. إعلموا أن "العلم حصانةٌ في وجه التحديات" و"أن المهنة ضمانةُ العيش الكريم"، فاحملوا بيدٍ سلاح العلم والمعرفة والتقنية لتؤمِّّنوا حياتكم وعيشكم بكرامة، وباليد الأخرى، راية الإيمان بالله وبالإنسان وبالوطن. ليكن انتماؤكم إلى طوائفكم التزاماً منفتحاً على الآخرين، وإنما ولاؤكم المطلق فليكن لله أولاً وللإنسان في هذا الوطن الحبيب لبنان ثانياً. وفّقكم الله وبارك لكم جهودكم ونجاحكم.

باسم حضرة الأب حبيب خلف، نائب المدير ومسؤول القسم الداخلي، وباسم اسرة الدار، وباسمي الشخصي، أتوجّه بالشكر الكبير إلى كلّ واحد منكم فرداً فرداً، إليكم ياصاحب الرعاية وياقدس الأب العام والآباء المدبّرين الأجلاّء، إليكم أيّها الحضور الأعزاء من فعاليات روحية وسياسية وقضائية واجتماعية وأمنية وأدبية وإعلامية... وقد شرّفتمونا بحضوركم الكريم. إليكم أيّها الزملاء الكرام في الهيئتين الإدارية والتعليمية، إليكم أيّها الأهالي الكرام، وإليكم أيّها الأبناء المتخرّجون الأحباء. الشكر إلى كلّ واحد منكم أيّها الذين عملوا بصمت وبتجرّد، من قريب أو من بعيد، في تحضير هذا اللقاء.

 

بركة الربّ تكون معكم أجمعين.

 

عشتم... وعاش لبنان.

Partager cet article
Repost0

commentaires