Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
24 février 2011 4 24 /02 /février /2011 15:40

لا تخافوا...

لمناسبة الفصح المجيد. نشر هذا المقال في صدى الصداقة العدد 29، نيسان 2007، كلمة العدد

 

لا تخافوا!

كيف لا، وما يدعو إلى الخوف والرعب منتشر من حولنا وفي داخلنا: نخاف من الغد المجهول، من الوضع السياسي والاقتصادي، من الحرب الأهلية وعودة الذبح على الهوية. نخاف من الفقر والجوع والوجع، نخاف من أعمال العنف...

نخاف أن نخسر شيئاً أو وظيفة أو مالاً. نخاف من أن ينقلب علينا الأصدقاء. نخاف من أن نكون منبوذين أو مهمّشين. نخاف من أن يركّب لنا بعضهم المقالب ويشهد علينا بالزور، نخاف من الظلم والكره. نخاف من الفشل، ومن أن نتعرض للذل والهوان وأن تتشوه صورتنا أمام الناس...

نخاف من كثرة المخاوف... دول تخاف من دول، مواطنون يخافون من الحكام، حكام يخافون من المواطنين.

خوّفونا من جنون البقر ومن رشح الطيور، وها هم اليوم يخيفوننا من ارتفاع درجة حرارة الأرض...

من منا لم يعش خبرة الخوف؟ السيد المسيح نفسه تعرّض للخوف من الصليب. الرسل خافوا من الغرق ومن هيجان البحر ومن الصليب. خافوا من ظنهم أن أشباحاً تريد بهم السوء...

للخوف أسباب كثيرة. لا تفتشوا عنها... لأن الحياة كلها مواجهة مع الخوف، بل فتشوا عما يبعد الخوف ويعطي الراحة والاطمئنان.

كثيرة أيضاً هي الأمور التي تبعد الخوف وتغلبه. وهذه واحدة: "لا خوفَ في المحبّة، بل المحبّة الكاملة تنفي كلَّ خوف، لأنّ الخوفَ هو من العقاب، ولا يخاف مَن كان كاملاً في المحبّة". (1يوحنا 4: 18)

الإنجيل المقدس، منذ البشرى بولادة يسوع وعلى صوت الملاك، يبدأ بالدعوة إلى عدم الخوف، وينتهي كذلك على باب القبر الفارغ. وما بين الصوتين وفي كل صفحة من الإنجيل يلعلع صوت المعلم: لا تخافوا.

          فلا تخافوا.

 

Partager cet article
Repost0

commentaires