Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
25 mars 2014 2 25 /03 /mars /2014 22:02

كلمة الاب عبدو رعد في احتفال عيد البشارة 2014

 1525367_10153973495355323_1883102680_n.jpg 

أحييكم بتحية الملاك لمريم وأقول: السلام عليكم!

لقد جاء في إنجيل لوقا: دَخَلَ المَلاكُ إلى مريم وقالَ السلامٌ عليك أيَّتُها المُنْعَمُ علَيْها. الرَّبُّ معَكِ. مُبارَكَةٌ أنْتِ في النِّساءِ. لا تَخافي لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِندَ اللهِ. سَتَحْبَلينَ وتَلِدينَ ابناً وتُسَمّينَهُ يَسوعَ. هذا يكونُ عَظيماً وابْنُ العَلِيِّ يُدْعَى ويُعْطيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ داوُدَ أَبيهِ.

وجاء في الآية 45 من سورة آل عمران: إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".

 

على هذا نجتمع اليوم أيها الأخوة، في خضم الصوم نفرح بالبشارة. وما الصوم إلا قبول بشارة الله لنا واعتناق كلمته واللقاء به، على مثال مريم. وعندها تتبدد المخاوف، وتتحقق المعجزات التي يحتاجها الناس كما بالأمس كذلك اليوم. وكم تحتاج الدنيا، وليس الوطن فقط، إلى معجزة اتفاق الأديان والتلاقي بتواضع وحب واحترام.

وإذا تعمقنا متأملين بما جاء قرآنا وإنجيلا، فنجد أن هناك عذراء تترك العالم وتكرس نفسها لله، في الهيكل أو في مكان شرقي. هنا يحل عليها روح الله فتلد ابنا، وهناك تحبل بكلمة لله. هنا مولود بلا مشيئة رجل يدعى ابن العلي، وهناك غلام بلا أب آية ورحمة، وما الرحمة سوى محبة الله، والمسيح محبة لله.

هناك جذع النخلة يمطر رطبا، وهنا الإسطبل أو المغارة يتهلل بالرعاة والملائكة، وما ذلك إلا دلالة على حضور الله ومعجزاته،

وتكثر الصور المتشابهة، لا بل المتعانقة بين سورة مريم وإنجيل البشارة، بين القرآن والإنجيل...، ولن أطيل في سردها، إنما أقول ما أقول لأنني لا أريد أن أرى في هذا العيد صورة من صور الوحدة الوطنية فحسب، بل أرى فيه دخول سري معا إلى عالم الله إيمانا وعقيدة.

أيها السادة الكرام، سيأتي اليوم الذي يكتشف فيه المسيحيون والمسلمون أنهم متفقون. وأعتمد في قولي هذا على مشيئة الله، أليس هو القائل خلقناكم أمما لتعارفوا، أليس هو الذي يريد أ يبلغ كل الناس إلى معرفته ومعرفة الحق؟ أقول هذا بعد اليأس الذي أصابنا من الحوار العقائدي، فتركناه وذهبنا إلى الحوار الاجتماعي. ولم نفلح بعد لا بهذا ولا بذاك. لم نفلح لكثرة خطايانا ومعاصينا، لم ننجح بسبب أنانيتنا وكبريائنا وتشبصنا بآرائنا.

بربكم أيها السادة ألم تبق الكنيسة خمسة عشر قرنا منقسمة بين ملكيين وأصحاب طبيعة واحدة، إلى أن اكتشف القادة أخيرا أن الخلاف كان في الكلمات والمفاهيم وليس  على الجوهر؟

يا أيها المسلمون ويا أيها المسيحيون آمنوا بأنكم قادرون إلى الوصول معا إلى مرافئ العقيدة الآمنة لأن الله واحد وكلنا إليه راجعون، آمنوا أن الناس للناس من اجل بناء ملكوت الله على الأرض، أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فتنعمون بمحبة السماء ورفاهية الأرض.

اختم بدعوتين ومعايدة:

الدعوة الأولى، دعوة الزعماء إلى الصلاة معا والتأمل بصمت تحت نظر الله وكنف مريم، ولست أبدا ممازحا، يحتاج زعماؤنا كما كل منا، إلى طاولة صلاة وليس فقط إلى طاولة حوار،

وبلا شك ينفتح أمامهم طرق الخير والتوافق والحق.

والدعوة الثانية إلى جعل عيد الأضحى أيضا عيدا وطنيا، فيدعو المسلمون أيضا المسيحيين إلى اللقاء معا، في ذكرى تجمع بعمق كل المذاهب، حول إبراهيم أبي الآباء، وحول أهمية الإصغاء إلى كلمة الله والثقة به، ومعاني التضحية وقدسيتها.

أما المعايدة، فأعيد العذراء بعيدها مرددا كلام السلام والفرح، وهي من علياء سمائها تغمرنا برداء من نور، أعيد الأب بشارة أبو مراد المكرم، أعيد صاحبة العيد هذه المدرسة التي تجمعنا، إدارة ومعلمين ورابطة قدامى وأهلا وطلابا،

أعيد ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺑﺸﺎﺭﺓ بكل مشتقاته، والذين يحتفلون بذكرى ما في هذا النهار، ميلاد أو زواج أو انتقال، والمدعوين على اسم يوسف والأمهات والأطفال، أعيدكم جميعا

أعيد آبائي والمدبرين وعلى رأسهم سيادة الأب العام أنطوان ديب وأدعوه إلى استلام أيقونة المعايدة باسم الجمع،

وأدعو السيد رئيس الرابطة ليسلم أيقونة البشارة عربون شكر للسيد وهبي بيطار لمساهمته الفعالة في لوجستية هذا النهار.

 

 

Partager cet article
Repost0

commentaires